بسم الله الرحمن الرحيم |
أربعون وسيلة لإستغلال الإجازة الصيفية فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالله الدويش |
كيف أقضي الإجازة؛ كيف أستفيد من الفراغ الطويل؟ أين أقضي الإجازة؟ ما هي البرامج المناسبة في هذه الإجازة؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الكثير من الناس، لعل هذا الموضوع يكون مفتاحاً لكثير من المشاريع والأفكار التي تقضى فيها الإجازة. وهي موجهة للراغبين في طلب العلم ولمكاتب الدعوة، وللمراكز الصيفية وللأطباء، وللتجار، وللبلديات، ولأئمة المساجد، وللمرأة، وللصغار، ولعامة الناس. وسائل وتوجيهات للراغبين في طلب العلم 1- إن كثرة التخليط في القراءة والتصفح السريع لا يثمر طالب علم وإنما صاحب ثقافة عامة. فلو تنبه الطلاب في الإجازة الصيفية للتركيز على فن من الفنون كحفظ متن فيه ثم الاستماع إلى شرحه والتعليق عليه ثم القراءة لبعض الشروح عليه ويكون ذلك على شيخ أو طالب علم متخصص وهكذا في كل إجازة تمر عليك لأثمرت جهودك ثمرة عظيمة بدلاً من هذا التخليط والتذوق لسائر العلوم المختلفة وعدم الاستقرار على فن معين مما يدفع الطالب إلى الملل والسآمة ثم الإنقطاع والترك.
2- إحذر أيها الجاد من البطالين ولصوص
الأوقات فإنهم من أعظم الأسباب لضياع العمر وقتل الأوقات؛ وهم ينشطون ويكثرون
في الإجازات الصيفية، وهم معك في كل شيء إلا الحرص على الوقت ولاستفادة منه
وهؤلاء قد شكا منهم ابن الجوزي رحمه الله تعالى كثيراً فقال في صيد الخاطر:
فصلٌ في أهل الفراغ بلاء ثم قال: أعوذ بالله من صحبة البطالين. لقد رأيت خلقاً
كثيراً يجرون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة ويسمون ذلك التردد خدمة،
ويطلبون الجلوس ويجرون فيه أحاديث الناس ومالا يعني وما يتخلله غيبة، وهذا شيءٌ
يفعله في زماننا كثير من الناس.
3- بعض الشباب في بعض المناطق قد لا
يجدون فرصة للقراءة على المشايخ وطلاب العلم لعدم وجودهم في منطقتهم أو لعدم
وجود دورات علمية قريبة منهم ولمثل هؤلاء نقول: الرحلة لطلب العلم منهج لسلفنا
الصالح رضوان الله تعالى عليهم فلماذا لا نحييه مرة أخرى؟ ونحن نرى أنفسنا
نرتحل ونتنقل مرات ومرات من أجل مصالحنا الدنيوية؟ فلماذا لا يرحل بعض طلاب
العلم من منطقتهم إلى مناطق عامرة بالعلماء وطلاب العلم؟ للمشاركة في الدورات
العلمية في الإجازة الصيفية؟ ،
وفي مثل هذا مكاسب عدة وليس هذا مكان بسطها
ومنها: 4- إذا قدم عشرة من كل منطقة فمن المناسب أن يتوزعوا؟ إلى خمس مجموعات مثلاً؛ وكل اثنين يأخذان فناً من الفنون؛ فمجموعة تأخذ المصطلح، وأخرى تأخذ الأصول، وأخرى النحو، ورابعة التوحيد، والخامسة القواعد الفقهية مثلاً. فإذا رجعوا إلى بلدهم استفادت كل مجموعة من الأخرى، وحصل لهم النفع جميعاً. أما إذا حضروا عند واحد من العلماء ورجعوا جميعاً فإنهم يضطرون إلى الرجوع في العام القادم ولو أشكل عليهم شيء في غير ما تعلموا ما استطاعوا معرفته. فهذه الطريقة تسهل لهم حفظ العلم ونشره في منطقتهم.
5- القرى والهجر بأمس الحاجة إلى الشباب
وطلاب العلم بل وأقول لصغار طلبة العلم. فالجهل فيهم منتشر وواضح، ونحن
المسؤولون؛ فلقد وجد في بعض القرى القريبة من لا يحسنون الفاتحة ولا يعرفون
صلاة
6- إختيار بعض الشباب المتميزين من
القرى والهجر ودعوتهم لحضور الدورات الصيفية، وتهيئة السكن والمعيشة لهم،
والعناية بهم، ومتابعتهم ليرجعوا بعد ذلك مشاعل هداية ودلائل خير بين أهليهم
وعشيرتهم. وعلى مراكز الدعوة مواصلتهم وتفقد أحوالهم؛ فإن إعداد شباب من القرى
نفسها وسيلة ناجحة في الدعوة إلى الله فيها. وسائل وتوجيهات للمراكز الصيفية 7- الحرص البالغ على استغلال طاقات الشباب ومواهبهم؛ ومن ذلك الحرص على طلاب العلم الراغبين الجادين وتوجيههم إلى حلقات العلماء؛ بل ورسم البرامج لهم: كالقيام بحصر الدروس الصباحية للمشايخ، وجمع الراغبين من طلاب المركز في طلب العلم وإيصالهم إلى الدرس بسيارة خاصة. ففي هذا تشجيع وتنمية للطلب عند الشباب، ولو تم التنسيق بين المركز ومراكز الدعوة بالمدينة لتنفيذ هذا الرأي وتطويره لكان أفضل وأنجح. 8- تحية إجلال وإكبار للمسؤولين عن الطلاب والشباب في المراكز الصيفية ونقول للهم: الله الله في هذه الأمانة ومزيداً من الجدية في تربية الشباب والإفادة من تجارب الآخرين ومن ذلك عقد الزيارات واللقاءات للأساتذة المشرفين في كل مدينة. والعاقل من أضاف إلى عقله عقول الآخرين. 9- تخصيص يوم معين لدعوة عدد من تجار المدينة يعد فيه حفلٌ لتعريفهم بالمركز وما يقدمه لأبنائهم مع تقديم الهدايا لهم، وكذا وضع برنامج خاص بالتجار فقط يكون فيه لقاء مع مدير الغرفة التجارية، وبعض التجار ، وفتاوى مهمة لهم والتنبيه على بعض الأمور: كجلب العمالة الكافرة، وصفات التاجر المسلم. وغير ذلك من المواضيع.
10- اليوم الدعوي . ما هذا اليوم وما برنامجه؟! 11- تكوين مجلس للآباء داخل المركز الصيفي يُلتقى بهم كل منتصف شهر وفي ذلك فوائد كثيرة: تعريف الآباء بأنشطة المركز، وخدمته للأبنائهم، والربط بين المجتمع الممثل بالآباء وبين والمراكز الصيفية، ودورها الحقيقي، ومشاركة الآباء في الآراء والمقترحات بل ودعم المركز معنوياً ومادياً، وكسب ثقة الآباء، وتوجيه بعض الإرشادات التربوية الخاصة بأبنائهم. وغيرها من المكاسب في عقد مثل هذه اللقاءات بل لا مانع من مشاركة الآباء في برنامج ترفيهي لتقوى الصلة بين الآباء والأبناء. وسائل وتوجيهات متفرقة
12- للأطباء:
13- للتجار:
14- أيضاً للتجار:
15- للبلديات:
16-لأئمة المساجد:
17- للهيئات: وسـائل وتوجيهات للمـرأة المرأة صنو الرجل وشريكته في صنع الحياة، وهي المحضن الذي يترعرع فيه رجال الغد، ومنه تنبت فسيلة الأسرة الصالحة؛ فإليها وهي البنت والأخت، والأم..إليها أقدم هذه التوجيهات:
18-لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية
لتحفيظ القرآن فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة، ولتحرصي أيتها الأم، ويا أيها
الأب على مشاركة بناتكم في هذه المراكز.
19- تكثر مناسبات الزواج والأفراح
والاجتماعات في الإجازة الصيفية، وتجتمع أعداد كثيرة من النساء، ولو حبست هذه
الساعات التي تقضيها المرأة في هذه المناسبات والاجتماعات لربما وصلت إلى نصف
الإجازة بدون مبالغة.فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض
الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات، وإن لم تكوني أنت المتحدثة؟! فلماذا
لا تكوني مفتاح خير للناس، فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟ وإن لم
تجدي فاتصلي بمركز الدعوة في مدينتك لعله أن يوفر لك مثل هذه المتحدثة.
إذن فأنت مكلفة بهذه الأمور كما أن الرجل مكلف بها سواء بسواء. فما هو عذرك إذن
أمام الله عز وجل يوم تسألين وأنت ترين بعينيك المنكرات في الناسبات فلا تحركين
ساكنا؟ إنه ما من مسلمة إلا تحب الخير وتحب انتشاره ولكني أسألك-أنت
بالذات-أيتها المسلمة كيف تريدين للخير أن ينتشر بين النساء وأنت لم تعملي
الأسباب؟ 20- نتمنى أن تحرص دور تحفيظ القرآن ومساجد الأحياء أيضاً على تخصيص دورات خاصة للنساء في الموضوعات التي تخص المرأة وذلك مثل: أحكام الحيض والنفاس، الطلاق، معاملة الزوج، تربية الأبناء، واجب المرأة نحو قضايا المسلمين. وتتخلل هذه الدورات إقامة مسابقات خاصة بهن، وتلخيص بعض الكتب والبحوث الهامة، ومشروع الطبق الخيري، وغيرها مما يخص المرأة. فإن في ذلك استثماراً لوقت المرأة في هذه الإجازة.
21- أيضاً للمرأة:
22- يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه
الدورات بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر
بهن. وسائل وتوجيهات للصغار على الآباء والأمهات حث الصغار على حفظ بعض أجزاء القرآن في الإجازة، وتشجيعهم بكل وسيلة مشروعة؛ مثل تحديد جائزة مالية لكل من يحفظ من الأبناء جزءاً من القرآن في هذه الإجازة ولكل من حفظ ولدك أو بنتك جزءاً كاملاً من القرآن أو حديثاً فإن ذلك كنز عظيم في الدنيا والآخرة، وإن مقدار الجائزة الصيفية وستجد في ختامها نتائج عظيمة ،إن حرصت على ذلك واعتنيت به. 24- كم نفرط في صغارنا وأولادنا . . وكم نفرط في أوقاتهم . . ، وكم ينشغل عنهم أمهاتهم وآباؤهم في مثل هذه الإجازة خاصة ، ويظن بعض الآباء أنه بمجرد قيامهم برحلة أنه قد أدى ما عليه دون وضع برنامج خاص لهذه الرحلة. فإذا كان الصغار مع أبيهم أو أسرهم لماذا لا ترسم لهم البرامج المتنوعة : من مسابقات وألعاب وتدريب وقل مثل ذلك داخل المنزل ، فلو أن كل أسرة جمعت صغارها في مكان ما، وتقاسم الكبار الإشراف والتوجيه لبرامجهم لكان أجدى ولن يكلف ذلك الآباء والكبار شيئاً إذا تعاونوا وتقاسموا الأوقات بينهم فإن من الخطأ أن يترك الصغار مجتمعين دون حسيب أو رقيب ولو توسع الأمر إلى قيام الآباء بالحي الواحد بمثل هذه الفكرة لكان حسناً ، فلو أن الآباء في حي واحد اتفقوا على أن يجعلوا برنامجاً منظماً في مكان أو استراحة في وسط الحي لأبنائهم وجاءوا بمن يرعى هذا الأمر لما كان ذلك كثيراً على أولادهم لحفظهم من الشوارع ومن لصوص الأغراض، ولحفظ أوقاتهم ، في مثل هذه الأيام. 25- من المؤسف أن كثيراً من الشباب يمتد نفعه إلى كل أحد إلا أهل بيته وعشيرته ، فلماذا لا يفكر الشاب في جمع أفراد أسرته وكذلك تفكر الفتاة في جمع أفراد أسرتها وأقربائهم في مخيم صيفي في أي مكان ، أو في استراحة، حتى ولو في بعض الليالي ، أو حتى في ليلة واحدة ، حتى وإن كان ذلك في المنزل وينظم برامج ومسابقات وألعاب يتخللها بعض التوجيهات والكلمات وتوزيع الأشرطة والرسائل وفي ذلك منافع شتى . وقد جرب هذا فأعطى ثماراً يانعة، وهو صلة وبر ودعوة وإصلاح . وسائل وتوجيهات للشباب على كل شاب أن يحرص على الخير الذي يحسنه ويتقنه ويتخصص في المجال الذي يُبدع فيه مستغلاً أيام إجازته. 26- فإن كان يحسن توزيع الكتاب والشريط اهتم لهما وعمل ما استطاع لأجل إيصالهما للناس، من جمع مبالغ لهما، وحسن اختيار، وحسن توزيع، وحسن إبداع، وتنظيم، فيقسم عمله إلى فترات، وكل فترة في وجهة ما، ولا يغفل عن الجميع فللرجل، وللمرأة، وللعامة، وللتجار، وللسباب، وغيرهم. فيعطي كل ذي حق حقه. 27- وإن كان يحسن فن الكلمة الطيبة اهتم لها وعمل ما استطاع لإيصالها للناس من حسن إعداد وإبداع في الأسلوب وكسب لقلوب الناس؛ خمس كلمات أو عشر يلقيها مرة في الشرق ومرة في الغرب يحرص فيها على ما يحتاجة الناس لا يملّ ولا يكل فإنها صدقة منه على نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم: ((والكلمة الطيبة صدقة)).
28- وإن كان يحسن فن الدراسات والتنظيم
والتخطيط وجمع المعلومات اهتم لذلك وأعد العدة لها، وما أكثر المواضيع التي
تحتاج إلى دراسات ميدانية، وجمع الاقتراحات والملاحظات من المعنيين والمتخصصين
فيها ومنها على سبيل المثال: المرأة ودورها في الدعوة إلى الله عز وجل الواقع
والمطلوب، ويا ليت بعض شبابنا يتخصص في مثل هذا الأمر. 29- وإن كان يحسن القيام على اليتامى والأرامل والمساكين، والاهتمام بشؤونهم ومساعدتهم. فليحرص على ذلك. 30- وإن كان يحسن فن البيع والشراء ويحسن فن التعامل مع الناس فميدان التعامل مفتوح وبابه واسع. وكم نحن بحاجة للتاجر المسلم الداعي إلى الله من خلال تجارته وبيعه وشرائه.
31- وإن كان يحسن فن التعامل مع شباب
الأرصفة ويحسن التحدث معهم وإهداءهم بعض الهدايا والتودد لهم وكسر الحاجز بينهم
وبين الاستقامة وحب الصالحين فليحرص على هذا، فإني أؤكد على هذه الوسيلة في
الإجازة الصيفية فإننا نرى شبابنا يتحلَّقون بالعشرات على الأرصفة خاصة في مثل
هذه الأيام. فنتمنى أن يتخصص بعض الشباب ويتفرعون للعمل مع إخوانهم. كما نتمنى
أن تتابع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة بمراكز
الدعوة، والرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة ببيوت الشباب. أن تتابع مثل هذه
الظاهرة وتملأ فراغ الشباب وإلا فإن النتائج عكسية. 32- وإن كان يحسن جمع الأشرطة القديمة، والكتيبات، والمجلات القديمة، وتوزيعها على المستوصفات وصوالين الحلاقة وأماكن الانتظار في بعض المرافق العامة هذا في الداخل. وأما في الخارج فيحرص على عناوين بعض المراكز والمؤسسات الإسلامية، وإرسال بعض الكتيبات، والمجلات الإسلامية وغيرها، فهم في أمسِّ الحاجة لها، ولعل هذا يذكرنا_أيضاً_بموضوع آخر هو الدعوة بالمراسلة؛ وقد طُرح هذا الموضوع مراراً على صفحات بعض المجلات وقام به بعض الإخوة والأخوات فنجح نجاحاً باهراً، كما يحدثنا بعض القائمين على مثل هذه الفكرة عن الرسائل التي تصلهم معلنة التوبة والهداية والالتزام بالحجاب. وقد قرأت بنفسي ونظرت بعيني كثيراً من هذه الرسائل حيث يعلن أصحابها أنهم رجعوا وتابوا إلى الله، وتعلن بعض الأخوات من خارج هذه البلاد أنهن التزمن الحجاب بمجرد رسالة أو كتاب أو شريط أرسلته لها بعض الأخوات، ولكن مازالت هذه الفكرة بحاجة إلى مزيد من الشباب والفتيات. وأؤكد على المرأة؛ بل وأؤكد عليك أنت أيها الأخ الحبيب أن تحاول إن لم تعمل أنت أن تعمل أختك أو زوجتك أو بنتك في هذا المشروع. وفر لها الأشرطة والكتيبات والرسائل الصغيرة، والعناوين من خلال صفحات هواية المراسلة في المجلات وتابعها من خلال هذا المشروع لعلها ترسل على الأقل مائة رسالة في مثل هذه الإجازة. لا تدري لعل هذه المائة تنفع ويفتح الله عز وجل على قلوب أصحابها فتصبح داعية في الخارج وأنت في الداخل، بل وأنت جالس في بيتك على الفراش الوثير، لماذا نحرم أنفسنا هذا الأجر؟ هل من مستجيب لهذا النداء؟خاصة ونحن نعلم أن في بيوتنا عشرات ومئات من المجلات والأشرطة النافعة فلماذا لا يقوم البعض بجمعها من إخوانه ومعارفه والاستفادة منها في مشاريع الخير؟!
33- ذكر لي أحد الأخوة موقفاً جميلاً
قال فيه: إن أحد إخوانه يحدثه: أنه كان راكباً مع صاحب له في سيارته، وكانا
واقفين عند إحدى الإشارات بمدينة(ما) وكان أمامها سيارة صغيرة قديمة كُتب على
زجاجها الخلفي جملة بعدد من اللغات فضحك صاحبي فسألته عن سبب ضحكه فقال: أتدري
ما ترجمة الجملة المكتوبة على السيارة؟ قلت: لا. قال إنها تقول: إن أردت أن
تعرف شيئاً عن الإسلام فما عليك إلا أن توقفني. يقول: فاندهشت متعجباً فقلت:
لابد من إيقافه فأوقفناه وسألناه فتبسم ضاحكاً وقال: ربما ظننتم أني أتحدث
عدداً من اللغات والحق أني لا أتقن حتى العربية فأنا رجل عامي غير أني فكرت كيف
أنفع هذه الدعوة مع معرفتي بنفسي وقدراتها فاهتديت لهذه الفكرة. يقول: ففتح لنا
مؤخرة السيارة فإذا هو قد قسمها إلى مربعات وفي كل مربع مجموعة من الأشرطة
والكتيبات وقد كتب على كل مربع لغة تلك الأشرطة والرسائل. فيقول: أذهب إلى مكتب
الدعوة والجاليات وأحمل هذه الأشرطة والرسائل ثم أذهب في طريقي فمن أوقفني
سألته عن لغته وأعطيته شريطاً وكتاباً. ويذكر أنه يُحرج كثيراً من كثرة إيقافه.
هذا إنجاز؛ فأين نحن من هذا الرجل؟! ولك أن تتصور أجر هذا الرجل ومنزلته عند
الله عز وجل إن أخلص نيته لله. فلم يحتقر نفسه، ولم يقل من أنا فأقدم شيئاً
للإسلام؟! ولكنه عزم ففكر فوجد! أين أنتم يا شباب الإسلام؟! وأين أنتن يا فتيات
هذا الدين؟! إن الحاجة أم الاختراع، ولكن هل نشعر في قرارة نفوسنا أننا بحاجة
إلى هذا العمل حتى نستطيع أن نفكر أو نوجد هذه المشاريع؟ 34- تتحرك جميع وسائل النقل من طريق إلى آخر ومن بلد إلى بلد، بل ومن دولة إلى دولة، ولك أن تتصور ماذا يُعرض؟ وماذا يسمع الراكبون في وسائل المواصلات، فلو قُدِّم لسيارات النقل والأجرة عدد من الأشرطة سواء المسموعة أو المرئية، والمجلات والكتيبات النافعة، لكانت من أفضل وسائل الدعوة. فإن أفضل ما تستثمر به الأسفار القراءة أو الاستماع ولو أنا أعطينا كل سيارة نقل شريطاً لاستمع له نفرٌ كثير لا تدري عددهم فإن البذرة الطيبة تُخرج ثمرا ًطيباً.
35- من الوسائل والتوجيهات العامة_أيضاً_لاستغلال الإجازة الصيفية: 36-إذا كنت من هواة السفر إلى الخارج وكنت ممن يملك رصيداً من الإيمان والتقوى ويملك شيئاً من العلم الشرعي، فاتصل بإحدى المؤسسات الخيرية للتنسيق معها لعل الله عز وجل ينفع بك هناك، فإن المسلمين يتعطشون للجلوس معك، والإستفادة منك، وإيقافك على أحوالهم، ومشكلاتهم، ولتعلم أن المسلمين في كل مكان يحتاجون إليك، وإلى أمثالك ولترى بعينيك الصراع بين الكفر والإسلام وبين الشرك والتوحيد ولتشعر بحقيقة التحدي بين الحق والباطل. 37- القراءة من أفضل الوسائل لقضاء الإجازة الصيفية وأعني بها القراءة المركزة والتي يتبعها تقييد للفوائد والشوارد فاجعل لنفسك من الآن وقتاً مخصصاً للقراءة واجعلي لنفسك أيتها الأخت وقتاً مخصصاً للقراءة، وليختر كل منكم من الآن الكتب التي ترغب أو ترغبين بقراءتها، واعلم أن هناك فرقاً كبيراً بين القراءة المركزة وبين الإطلاع العابر، كما أنه لابد لحفظ المتون والقصائد والكتابة والتأليف وقرض الشعر وكتابة المقالات وغيرها من الهوايات والمهارات الفردية من تخصيص وقت مناسب لها في هذه الإجازة .
38-أن يتفق الشاب مع بعض أصحابه على
الذهاب إلى بعض المكتبات العامة في ساعة معينة صباحاً ليقرأوا ويلخصوا ويقيدوا
بعض الفوائد، كلٌ حسب ميوله، وفي هذا الاتفاق تشجيع لبعضهم للمواصلة وعدم
الانقطاع، وفيه إحياء للمكتبات، والجلوس والإطلاع، لاشك أنه خير من ضياع الوقت
في النوم، فربما وصل الأمر ببعضهم أن ينام إلى صلاة الظهر. نعوذ بالله من
الخمول والكسل.
39- رحلة لأداء العمرة، رحلة لزيارة
المدينة النبوية، رحلة للجنوب، رحلة لزيارة الأهل والأقارب، رحلة إلي إحدى
المدن، إلي آخره من الرحالات . كل هذه الرحلات مما تُقضى به الإجازة الصيفية
وفيها خير كثير. إن شاء الله، ولكنها تُصبح مملة جداً إن لم يُخطط لها وينظم.
ففي الطريق مثلاً ألعاب خفيفة ومسابقات ثقافية واستماع لشريط ورواية لقصة، وعند
الوصول تنظيم برنامج لزيارة الأماكن المناسبة، والأشخاص، والتسوق. كل ذلك
بالضوابط الشرعية والمحافظة على الأخلاق الإسلامية. وجميل جداً حمل هم الدعوة
إلى الله بهذا السفر وذلك بإعداد مجموعة من الأشرطة والرسائل وتوزيعها في
الطريق والمحطات فإن الله يبارك في رحلتكم ويتكفل بحفظكم ورعايتكم كما قال صلى
الله عليه وسلم: ((إحفظ الله يحفظك)).
40- وأخيراً: خاتمة
هذه توجيهات وإقتراحات للإفادة من الإجازة الصيفية أرجو الله تعالى أن ينفع بها
المسلمين. فما كان فيها من صواب فمن توفيق الله وحده لا شريك له، وما كان فيها
من خطأ فمن نفسي الضعيفة. أسأل الله أن يغفره لي ويتجاوز عني(إن أريد إلا
الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب). |
موقع صيد الفوائد